الثلاثاء، 15 يونيو 2010

حس الفكاهة لدي الملك فاروق


بالرغم من ان شخصية الملك فاروق كانت وستظل مثار جدل وموضوعا خصبا للبحث التاريخي الا ان هناك صفة شخصية وحيدة تكاد تكون امرا مسلما به ونقطة اتفاق بين مؤيدينه ومعارضينه الا وهي حب الملك للفكاهه وميله للمرح والقاء النكات.تلك الصفة بدأت مع الملك فاروق منذ طفولته بشهادة مربيته مسز نبلور والتي نشرت احدي الصحف الاسترالية عام ١٩٣٧ بعضا من ذكرياتها مع الملك. وتبعا لرواتها فان الامير فاروق كان محبا للمزاح مع خدم وموظفي القصر ولم يمضي الاول من ابريل من كل عام دون اختراع مزحة تكون مثارا لتندر الجميع. وتحكي المربية قصة طريفة عنه مفادها انها اهدته ذات يوم لعبة عبارة عن كاميرا ينطلق منها تيارا من المياه بجرد الضغط علي زر التقاط الصورة . وانها دخلت علي الامير فاروق ذات يوم فسمعته يقول لوالده الملك فؤاد: قف معتدلا ياابي لكي التقط لك صورة. ولم يسعف الوقت مسز نيلور لتحذير الملك الاب فقد ضغط فاروق علي الزر سريعا ,,,ولحسن الحظ فقد اعجبت الخدعة الملك فؤاد ولم يعاقب الامير عليها!
خلال عهد الملك فاروق نقرأ ايضا في الصحف المصرية العديد من المواقف التي ترينا بوضوح حس الفكاهة التلقائي عند الملك. كان الملك فاروق علي سبيل المثال هاويا للسباحة ويمارس تلك الرياضة بكثافة في الصيف وكان الوقت المفضل عنده للسباحة هو الساعة الثانية صباحا. وفي احد الايام شعر الملك بتعب عام واستدعي الطبيب للكشف عليه. وقابلت الملكة نازلي الطبيب قبل ان يفحص الملك ورجته ان يوصيه بان يتوقف عن عادة السباحة في منتصف الليل لانها تؤدي الي مرضه. وبالفعل اخبر الطبيب الملك ان سبب الالم الذي يشعر به في كل انحاء جسده هو (حمامات الساعة اتنين) ونصحه ان يتوقف عنها ليستعيد صحته. وبعد يومين زار الطبيب الملك مرة اخري فوجد ان حالته قد تحسنت كثيرا ..فقل له: حسنا يامولاي انك قد توقفت عن (حمامات الساعة اتنين) فاجاب الملك فعلا انا توقفت عن (حمامات الساعة اتنين) وبقيت بعوم الساعة واحدة ونص!
في احدي زيارات الملك الي مصانع النسيج في المحلة ارادو ان يثبتوا له جودة الصباغة المصرية فاحضروا نسيجا مستوردا ووضعوه امامه في مياه بمسحوق غسيل فزالت اصباغه واجروا نفس التجربة مع نسيج مصري من انتاج المحلة فلم تتاثر الاصباغ بالغسيل. فعلق الملك قائلا: اوعوا تكونوا حطيتوا القماش الاجنبي في محلول كيماوي!!
لم يكن الملك فاروق محبا للدعابة فقط ولكنه كان سريع البديهة ايضا وبالتعبير العامي (بيفهمها وهي طايرة). في احدي البطولات الرياضية التي حضرها الملك أنجز احد المتسابقين ,وكان ظابطا شابا ,العديد من الجوائز وفي كل مرة عندما كان يكسب مسابقة كان المعلق الرياضي يذيع في الميكروفون : فلان احرز جائزة رغم انه من قنا وحضر الي القاهرة قبل البطولة بيومين ليتدرب, ولو كانت لديه فرصة اكبر في التدريب كان احرز انجازات اكثر. فقال الملك فاروق لمن حوله: يعني قصده يشرح المسألة,,,انقلوه القاهرة!
الفيديو الملحق يحتوي صورا للملك فاروق ضاحكا مع اغنية فريد الاطرش (يابو ضحكة جنان). وبالفعل فان ضحكة الملك فاروق المنطلقة في تلقائية ظلت ملازمة له طيلة حياته حتي قي اصعب اوقات المنفي ويتعجب الانسان هنا: ماذلك القلب الذي حافظ علي مرحه رغم الغربة وغدر الزمن وهزائم الايام?يمكن مشاهدة الفيديو هنا

هناك تعليقان (2):

  1. مجهود كبير احييك عليه

    ردحذف
  2. بارك الله فيك وفي مجهودك الكبير والحمد لله أننا بدأنا ندرك الحقيقة وقيمة هذا الملك العظيم الذي كان ذنبه الكبير هو حبه لمصر وقيامه بمحاربة الصهاينة مما أدى لضياع عرشه وضياع مصر من بعده

    ردحذف